قبل سنوات قليلة، لفت انتباه عشاق كرة القدم لاعب برازيلي شاب قادم من صفوف أياكس، حيث أصبح أنتوني واحدًا من أبرز الأجنحة الواعدة في عالم الساحرة المستديرة. بفضل مهاراته الفريدة في المراوغة وفاعليته أمام المرمى، استطاع هذا اللاعب أن يرسخ مكانته بين نخبة اللاعبين الشباب في أوروبا. ومع ذلك، عندما انتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل مبلغ قياسي بلغ 95 مليون يورو، أثارت هذه الصفقة جدلاً واسعاً وانتقادات حادة، إذ اعتبر الكثيرون أن المبلغ المدفوع كان يتجاوز إمكانياته الفنية وقتها.
حينها، بلغت قيمة أنتوني السوقية نحو 35 مليون يورو فقط، مما دفع الجماهير والنقاد إلى رفع سقف توقعاتهم حول أدائه مع الشياطين الحمر. ولكن سرعان ما تراجع البعض عن هذا التفاؤل، حيث أصبح اللاعب هدفًا للكثير من الانتقادات وحتى السخرية، نتيجة لعدم قدرته على تقديم الأداء المنتظر منه. رغم هذا التحدي، حصل أنتوني على فرصة جديدة لاستعراض موهبته عندما تمت إعارته إلى ريال بيتيس الموسم الماضي. واستطاع خلال فترة قصيرة أن يلفت الأنظار باحترافيته ولمحات التألق التي أظهرها مع الفريق الإسباني. هذه التجربة جددت الآمال بشأن قدرته على استعادة بريقه والعودة إلى مستويات الأداء التي عرف بها.
في الوقت الراهن، يبذل ريال بيتيس جهودًا كبيرة لتأمين صفقة دائمة تضمن استقطاب اللاعب البرازيلي من مانشستر يونايتد. لكن التنافس على خدمات أنتوني أصبح محتدمًا، حيث دخلت أندية مثل بايرن ميونيخ وباير ليفركوزن وأتلتيكو مدريد دائرة الاهتمام بمستقبل اللاعب. ومع ذلك، يبدو أن إدارة يونايتد ليست منفتحة على فكرة الإعارة مرة أخرى، بل تفضل إتمام صفقة بيع دائمة للاعب الذي يبلغ من العمر 25 عامًا ويرتبط بعقد مع النادي الإنجليزي.
وسط هذا الجدل، صرح دارميش شيث، الصحفي المعروف لدى سكاي سبورتس، بتصريحات مثيرة حول مستقبل أنتوني، مشيرًا إلى أن بايرن ميونيخ، إلى جانب باير ليفركوزن وأتلتيكو مدريد، يراقبونه عن كثب. كما أكد شيث أن مانشستر يونايتد يُصر على النوعية الدائمة للانتقال ولا يرغب في الإعارة مرة أخرى.
يبقى السؤال المهم: هل يمكن لبايرن ميونيخ أن يخوض هذه الصفقة؟ رغم أن اهتمام نادٍ مثل البافاريين بالمهاجم يبدو غير مألوف بالنسبة لاستراتيجياتهم التقليدية، إلا أن الحاجة الملحّة لتعزيز الخط الهجومي قد تدفعهم لاتخاذ قرار غير متوقع قبيل إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية. مع ذلك، فإن تقييم القيمة العادلة لأنتوني يبقى تحديًا كبيرًا بسبب أدائه المختلط مع مانشستر يونايتد وفترته القصيرة التي سجل خلالها النجاح مع ريال بيتيس.